مباحثات بين موسكو وواشنطن .. هل ستساهم في اغلاق الملفات المشتعلة في الشرق الأوسط وانهاء الحرب في اليمن..؟
يمنات – صنعاء – خاص
بدأت روسيا و الولايات المتحدة باجراء مباحثات تهدف لتحسين العلاقات بينهما، خاصة بعد تدهور العلاقات بينهما، على خلفية تباين موقفي البلدين في عدة ملفات، أبرزها الملف السوري.
كشف عن تلك المباحثات السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، اناتولي انطونوف. مشيرا إلى أنه بحث مؤخرا تحسين العلاقات الروسية الأميركية مع السفير الأميركي لدى روسيا جون هنتسمان.
من المعروف أن بدء المباحثات على مستوى السفراء، تأتي للترتيب للقاءات على مستويات عليا، تبدأ عبر الخارجية و قد تنتهي بلقاء قمة على مستوى الرؤساء.
الخلاف الروسي الأمريكي، زادت وتيرته في الملف السوري، بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا، و الذي غير كثرا من قواعد الحرب لصالح النظام السوري، حليف موسكو.
و من شأن أي مباحثات في الوقت الحالي بين موسكو و واشنطن، الوصول إلى تسوية بين القوتين العظميتين في العالم، و أبرز محطات التسوية ستدور في الشرق الأوسط و أوكرانيا، كون هذين المنطقتين ابرز المناطق التي أثارت الخلافات بين موسكو و واشنطن، إلى جانب الملف الكوري الشمالي، غير أن هذا الملف لم يصل بعد إلى نقطة خلاف حادة بين الطرفين.
ملف الشرق الأوسط بات ملفا معقدا في مسار العلاقات الروسية الأمريكية، نظرا لوجود ملفات متعددة ضمن هذا الملف، عوضا عما تحتله المنطقة من أهمية لدى موسكو و واشنطن.
بلا شك يعد الملف السوري أكثر أهمية بالنسبة لروسيا و الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، غير أن بحث الملف السوري يقتضي ضرورة بحث باقي الملفات المشتعلة في المنطقة، و الذي يعد الملف اليمني من أهمها، نظرا للموقع الاستراتيجي لليمن على طرق الملاحة الدولية.
من الواضح أن الولايات المتحدة تتعاطى بحاسية كبيرة مع الملف اليمني، كما تتعاطى روسيا مع الملف السوري، و هو ما سيجعل من الملفين اليمني و الروسي حاضرين بقوة على طاولة المباحثات الروسية الأمريكية، في حال قررت البلدين تحسين علاقاتهما.
السفير الدروسي لدى الولايات المتحدة، كشف لصحفيين روس، حسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، إنه بحث مع السفير الأمريكي كيفية تحسين العلاقات الروسية الاميركية..؟. غير أنه استدرك بالقول: للأسف، تم الإقرار، بأنه من المستحيل القيام بذلك بين عشية وضحاها، و يتطلب الكثير من الجهد من هذا و ذاك الطرف.
و عاد اناتولي للتأكيد أنه قد تم حل جميع الشواغل و المشاكل الثنائية، و جميع المشاكل الثنائية. مشيرا إلى الوصول إلى التخطيط لخطوات مشتركة. معتبرا أن ذلك هام جدا.
و بالتالي فإن تحسين العلاقات بين موسكو و واشنطن يقتضي التوصل إلى تسوية في الملفات محل الخلاف بينهما، و أبرزها الملف السوري الحساس بالنسبة لموسكو، و الملف اليمني الذي يحتل أهمية بالنسبة لواشنطن، عوضا عن أن انتشار التنظيمات الارهابية في اليمن، يجعل من الملف اليمني ضمن الحسابات الروسية، كون محاربة الارهاب تحتل أولوية في الاستراتيجية الروسية.
و بشكل عام فإن تسوية الملفات المشتعلة في المنطقة بعد سنوات من الحرب و الانفلات الأمني و انتشار التنظيمات الارهابية، و ما يمثله ذلك من خطر على الأمن و السلم الدوليين، يقتضي التوصل إلى اتفاق أو تسوية بين القوى الدولية الفاعلة في تلك الملفات، قبل التوصل إلى اتفاقات اقليمية و محلية، كون تلك الملفات أصبحت في أيدي الخارج أكثر منها بأيدي المتصارعين في الداخل.
السفير الروسي، أشار في سياق تصريحاته إلى أنه سيعمل مع وزارة الخارجية و البيت الأبيض و سيعمل في الكابيتول، ما له أهمية خاصة. منوها إلى أن روسيا ستنتظر من الولايات المتحدة اتخاذ قرار باستئناف العلاقات الروسية – الأميركية. واصفا لقائه بنظيره الأمريكي بأنه كان ايجابيا.
و في المجمل سينعكس أي تباحث بين موسكو و واشنطن باتجاه تحسين العلاقات و تطويرها، على الملفات المشتعلة في العالم، خاصة تلك الملفات ذات الخلاف بين القوتين. و هو ما يعني أن هذا التباحث سيساهم في نخفيف التوترات الاقليمية و من خلفها تخفيف حدة الصراعات في الملفات المشتعلة، و البدء ببحث حلول سلمية بعيدا عن الحلول العسكرية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا